شعر :: من وحي الخطاب المسموع للرئيس المخلوع - محمد عبد القادر

(يمكنكم مشاهدة الفيديو الكرتوني من هنا )

قالوا أني من "الحرامية"..
ونَسَوا ضربتيَ الجوية..
ونَسَوا أن ولاية حكمي..
رائدةَ الديمقراطية..
حافلةٌ بالإنجازاتِ..
والمشروعاتِ القومية..
من شبكاتِ الصرفِ الصحي..
للمنتجعاتِ السياحية..

خافوا أن آخذَ أموالي..
أو أصلَ حدودَ السعودية..
وضعوني في شرمِ الشيخِ..
ودَعَوها إقامةْ جبرية..
لا تقلقْ يا شعبُ فإني..
لا أفتقرُ إلى الحرية..
أفعل ما يحلو لي جهراً..
رغم حِراساتي الأمنية..
في الصبحِ أُرَفِّه عن نفسي..
ألعب "وأُبَلبِطُ" في المية..
وقُبَيلَ الظهرِ بآونة..
آخذُ حماماً شمسياً..

والآن دعوني أُسمعْكم..
أحدَ خِطاباتي الرسمية:

"أيها الأخوة المواطنون..

آلمني ما وصل لسمعي..
من شتمٍ وسِبابٍ فيَّ
وجلستُ وحيداً لأغني..
"حسرة عليا يا حسرة عليا"..
أخطأتم جدا في حقي..
وسلكتم طرقا همجية..
ألقيتم بالتهم جُزافاً..
ورفعتم مليونَ قضية..
وسخِرتم من "ماما" سوزانٍ..
و"جيمي" وعلاءٍ ولَدَيَّ..

ها أنا ذا أخرج عن صمتي..
لأبرهن عن حسن النية..
وأفنِّدَ كلَّ دعاواكم..
عن ممتلكاتي الشخصية..

لا املكُ فيللاً وقصوراً..
بل أسكن شقةْ أرضية..
وأعاني في دفعِ الأجرةِ..
أكثر من عاملِ يومية..

أرصدتي دوماً ظاهرةٌ..
ما كانت أبداً مخفيةْ..
إلا أني قد أودِعها..
تحت حساباتٍ وهميةْ..

لن تجدي نفعا في حقي..
أيُّ محاكمةٍ رسمية..
وأعدكم.. لن تجدوا شيئا..
يُثبِتُ هذي التهمَ عليَّ..
فالمهلةُ كانت كافيةً..
حتى تكتملَ العمليةْ..
عمليةُ تجميلٍ فيها..
أغدوا من قاتلْ.. لضحيَّةْ"