شعر :: شاعر مدينتي - محمد عبد اللطيف

ليه نفس أوصافي اللي كِبرت

نفس أوصافي اللي ماتت ؟

وليه يا سؤال غاوي تدوّر ع اللي ساكت ؟

وليه الإجابه ف الحق دبلت تعبت فماتت ؟

ماجاش الحصان الأصيل م المنابت ؟

ماجاش اللي يعزف ف حقُّه ب بيان قلب ثابت ؟

بيان من وريث السواد الحكيم اللي رافض :

تقوم الإمامه لغريب البلاد اللي جاحد !

وصاحب العِمامه اللي جاب الوِلاد يجيب مِنْ سُكات !

فتسكت إجابة لسان اللي شاهد

ملامح بتشبه كتير م اللي مات !

..

ليه نفس الوِليّه العجوز الفُتات بتعزف نايات ؟

بتلضُمْ دموع الجبال ف الرماد

فتطرح عيون الحِداد السُهاد

‘‘ مراعي السجين الرضيع م العناد !

فتكبر غناوي ف صُلب الوِلاد

في صُلب اللي ناوي يبيع ف المزاد

يبيع اللي كبرت وعادت وكدبت ف أنّة نايات

ولمّت جيوش الغريب المِجاهد

ليقتل مِجاهد غريب البلاد !

..

ليه نفس النايات الحنونه ف ايديكي

بتشبه بنادق تصيد البنات ؟

بتعزف راحات للي طلّ ف عنيكي

وتنزف راحات للي صدّق دلال !

ليه نفس الحارات والعيال الرجال

بتشبه حارات الرجال العيال ؟

..

ليه كفّ اللي جاب الثِمار من سِيقانُه

بيشبه لكفّ اللي طال الهلال ؟

ليه حقّ اللي يغزل بعُمْرُه ف كِفانُه

يسيع الحياه باللي عاشق الرِمال ؟

ليه كُل الحقوق اللي علّت هتافها

بتسحب كِتافها حدود المشال ؟

ليه دايماً سؤال الجبان ع الشقوق

بيطرح جواب الحصان اللي مال ؟

ليه نفس الحصان اللي وقّف خُطايا

بيشبه حُصاني اللي فارق الحياه !

..

ليه دايماً بنصبُر لحد أمّا نُكفُر وجود الإله ؟

فييجي الشراع اللي قابض ف حقُه ..

وحقّ القوارب وطوق النجاه

فيلمح عطاشا تذُقّ الأدان

لتعلن رحيل الصيام الجبان

وتقفل ف بُقّ الحُصان باللجام

وتفتح ف شقّ الحرام بالسِنان

ليه نفس الحمام الهُمام السلام

بيشبه حمامي اللي مات م الزُكام !

..

ياصاحبي يانازل منازل الرجال

وواقف ف حيلك وساند الجبال

ياتكتب نهايتك بعزم الأُسود

ياتختم بدايتك بعضّة حبال

..

ياصاحبي ياشاعر بنبض النهار

بضحك الصُغار بفرح الكُبار

بلون المراعي في سجن الحصار

ياتزرع غناوي بحقّ وحقيق

ياتُقْطُف بلاوي تحبّ الهُزار !

..

ياشاعر ياثوره 

سطورك دي حُرّه

ماتكتب بلادي بتجلد بلادي

ولوّن سطورك بأجمل مغامره !

ياشاعر ياثوره كِتافك عجيبه 

كفوفك غريبه

سِباق الحياه اللي حطّمْ جلالك

بيخسر نِزالك دنوّ المؤامره!

ياشاعر دا توبك جيوب من جيوب

ياشاعر معبّي عيوب من عيوب

دا باب الرجوع والحشوع والأداب

بيطرًُد في شاعر بيهوى الذنوب !

..

ياشاعر في وسط الحروب والدمار

بتغزل لنفسك نهار من غُبار

بتركب كِتاف الثِمار اللي ضحّت

وتقطُف ثِمار اللي خانُه الجِوار !

ياشاعر جِوار بضهر الحُمار

بتحمل حقايب عقارب مرار

تفضّي ف بحيرة يتامى الربيع

فترعى الديابا في باقي الحصار !

يارافع شعار العداله بصلاه

بتسجُد لربّ النداله بجباه

وتشكُر إله اللي خلّى الحياه

بترقص لشاعر بيرقُص النار !

كلامي ونصيحتي لنفسي وقصيدتي

يا أحقر مشاعر في شاعر مدينتي

مدينتي اللي عامِتْ ف نهر الغروب

ف حضن الدروب ف قلب الجدار !