إزعاج :: شعر :: لا شيء يستدعي الجنون - محمد عصام
الان ..
أَبْحَثُ فِي زَوَايَا القَلْبِ
عَن رُكْنٍ أُفَنِّدُهُ ..
لَيَسْتَقِيمَ لَكِ
وَلَكِنِّي أَتيهُ وَلَم أَجِدْهُ
أُصَفِّفُ الأَحْزَانَ لِلأَوْجَاعِ فِي رُكْنَيْن ..
وَيَصْطَفِي مِنِّي مَسَائِي هُوَّةَ الرُكْنِ الفَرِيدِ
لَيَبْقَى لِي هُنا ..
رُكْنٌ شَرِيد ..
يَحْتَوِي مِنِّي بَقَايَا مِن دَمٍ ..
مُتَهَيِئٍ جداً لِدَوْرِ العَازِفِ الذِّكْرَى
عَلَى أَوْتَارِنَا تَتْرَى
فَيُحْيِي المَوْتَ فِي صَدْرِي
وَيُبْقِي هَا هُنا المَوْتَى تُزَاحِمُنِي ..
تُلَاحِقُنِي
وَيَصْرُخُ دَائِما شَرِهاً ..
بِذَاكَ الرُّكْنِ يَشْرَبُنِي
هُنَا الوَرِيدُ لِلْوَرِيدِ يَمُدُّهُ بِالْمَوْتِ ..
كَيْ نُبْقِيَ مَدِينَتَنَا هُنا بِالقَلْبِ لِلْمَوْتَى
وَبَعْضِ الذِّكْرَيَات
كَانَتْ تُخِبِئُ بِالْعُيونِ و تَسْتَحِي ..
كَيْ تَسْتَبِيحَ القَتْلَ ..
بِالعَيْنَيْنِ وَ الشَّفَتَيْنِ و الرُّكْنَيْنِ
تَدْخُلُنِي وَ تَخْرُجُ .. تَارَةً و تَعُودُ
مِثْلَ العَابِرِينَ عَلى مَصَبِّ المَاء
يَا ربُّ ..
قَدْ كَانَتْ هُنَا
تَغْتَالُ ذَاكَ اللَيْلْ
تَعْجِنُ فِي الأَمَانِي
تَخْبِزُ الأَحْلَامَ .. نَأْكُلُهَا
و تَبْدَأُ مِن جَدِيدْ
مَاذا يُرِيدُ الْقَلْبُ ..
أَوْ مَاذَا يُرِيد ؟
الان يَا قَلْبِي
نُرِيدُ الهُدْنَةَ الكُبْرَى
لِنُصْبِحَ عَالَماً أَنْقَى
بِغَيْرِ مَوَاجِعِ الذِّكْرَى
تَهِمُّ البِنتُ أَو تَبْقَى
فَلا رُكْناً هُنا يَشْقَى
فَنحْنُ العَالَمُ الأَنقَى
يَا هَل أُرَى ؟!
يَا هَل تَرَى ؟!
يَا .. هَلَّ هَالُكِ هَالَنِي
مَاذَا جَرَى ؟!
الان عَيْنِي لَا تَمَلُّ مِن الكَرَى
قَرَنِيَتِي .. تُخْفِي جَمِيعَ الحَاضِرِين ..
الحَاضِرِينَ الغَائِبين
لِتُبْقِيَ بِالعُيُونِ لَنا ..
عَيْنَيْ مَن امْتَلَكَتْ شِمَالَ القَلْبِ ..
فَانْتَحَرَ اليَمِين
لَا شَئْ يَسْتَدْعِي الجُنُونْ
لَا الخَيَالُ ..
و لَا التَّصَاوِيرُ البَرِيئَةُ ..
لَا الجُنُونُ ..
و لُا الحَدِيثُ مَعَ الهَوَاءْ ..
لَا احْتِضَانُ الرِيحِ ..
أَو ذِكْرَى بُكَاء
لَا الشِّعْرُ ..
لَا مَسٌّ مِن الشَيْطَانِ
لَا ..
قُل لَا شَئَ يَسْتَدْعِي الجُنُون
سِوَى عُيُونِك بِالمَسَاء
سِوَى الحَنِينِ لِنَظْرةٍ أَو نَظْرَتَيْن
سِوَى الجُنُونِ بِكِ ..
لَا شَئَ يَسْتَدْعِي الجُنُون
إزعاج :: شعر :: لا شيء يستدعي الجنون - محمد عصام
Reviewed by Mohamed Moharam
on
3:04 م
Rating:
ليست هناك تعليقات: