إزعاج :: شعر :: بردة النور - أحمد جمال مدني

بردة النور - أحمد جمال مدني

(في رحاب بردة كعب بن زهير )

سُعَـادُ أَغْرَتْ فَـمِي هذي الـمَـوَاويلُ 

وَأَجَّلَـتْني وَمَا فـي الحُـبِّ تَأْجيلُ

لَـمَّـا سَـرَى في دَمِي حُبٌّ وَصَاحَ فَـمِي 

أَجْـمَـلْـتُ لـكـنَّــهُ شَرْحٌ وَتَـفْـصيلُ

فَكُـلَّـمَـا أَوَّلـوا مَا قَدْ نَطَقْتُ بِـهِ 

أَطَلَّ مِنْ شُرْفَةِ الإفْـصَاحِ تَـأْويـلُ

كَــتَـبْـتُ عَـنْ خَيْرِ خَلْـقِ اللهِ قاطِـبَـةً 

فَـغَـرَّدَتْ بـاسْــمِــهِ هـذي الــتَّـفَـاعـيلُ

عَـنِ الــنَّبيِّ الذي للنَّـاسِ مَرْحَمَةٌ 

وَحَدَّثَتْ عَنْهُ تَـوْرَاةٌ وإنْجــيـلُ

فَصِحْتُ في الرِّيحِ إذْ شَوْقي يُقَـلِّـبُني 

دَمي بِحُبِّ رسـولِ اللهِ مَـأْهـولُ

مِنِ اقْرَأِ الـغـارِ وانْزَاحَ الــظَّلامُ فَـقَدْ 

أَتَـى وَنَـاوَلَ قَـوْلَ اللهِ جِـبْـريلُ

والجاهلـيَّةُ إفْكًا حَارَبَـتْ وَطَـغَتْ 

بالـكُـفْـرِ لكنَّهُ وَحيٌ وتَـنْـزيـلُ

والـغَارُ والعـنْكَـبـوتُ / الـطـيرُ /مُـعْجِزَةٌ 

والجَمْـعُ مُـنْـتَظِـرٌ والــسَّـيْفُ مَــسْلولُ

كَانا مـعًا تَـحْتَ سَـقْـفِ الـغَارِ وَحْدَهُـمَا 

ولا تَـخَـفْ قَـــالَــهَــا والأمْــرُ مَـــفْــعـولُ

فَـصَدَّقَ الـصادِقَ الـصِّدّيـقُ في ثِـقَـةٍ 

وَمَـنْ مَـعَ اللهِ لا يَلْـقَـاهُ تَــعْـطـيلُ

الـمُـعْجِزَاتُ دلـيلٌ للـوجودِ إذا 

غَـابَ الـطريـقُ وأَغْرَتْنَــا الأبَـاطـيلُ

بـالحُبِّ أَكْـمَـلْتَ هذا الدينَ فـانْـبَـلَـجَتْ 

هـذي الــشّـمـوسُ وَعَــمَّ الـكــوْنَ تَـهْـلـيـلُ

أرْسَــيْتَ قاعِدَةً للنَّاسِ فـاتَّبَـعـوا 

وَلَنْ يَمَسَّ الذي أَرْسَيْتَ تَـعْديـلُ

أَقَمْتَ دَوْلَـةَ حُبٍّ لا يُغَـيِّرُهَـا 

شَكٌّ وكُـرْهٌ وإجْحَادٌ وتَبْديلُ

أرْسَلْتَ في غُرَّةِ الـتنْويـرِ فانْشَرَحَتْ 

هـذي الـصّـدورُ ونَـادَتْكَ الــمَــرَاســيـلُ

بَــلَّــغْــتَــهُـمْ أَنَّ رَبّــي واحِدٌ أَحَـدٌ 

ولَـمْ يَـكُـنْ بَــيْنَ كُلِّ الـنَّـاسِ تَـفْـضـيلُ

إلا بِـتَـقْـوى وخَـيْرٍ واجْـتِـهَـادِ خُطَىً 

وَمَـنْ يَحِدْ شَدَّهُ ذُلٌّ وتَـنْكـيلُ

كـانوا عَلَى الـعَـهْدِ ما لانَتْ عَزيمَـتُهُمْ 

والحَبْـلُ لـوْ في رِحابِ اللهِ مَفْـتولُ

مُــحَـمَّـدٌ مَا نَــطَـقْـتَ الـقَـوْلَ في أَحدٍ 

إلا ويَلْـقَـاكَ تَـقْديرٌ وتَــبْـجـيلُ

أنْتَ المُنَـزَّهُ عَنْ إثْـمٍ وعَـنْ خَطأٍ 

فاللهُ عَنْ ذلك الـتَّنْـزيـهِ مَسْئولُ

أَوْرَادُ حَـضْـرَةِ رُوْحِي مُنْذ أَنْ خَطَرَتْ 

غَـنَّـتْكَ والـنورُ يا مُخْـتَارُ مَأْمولُ

طَلَّقْـتَ مَنْ حارَبوا دينًا دَعوْتَ لَـهُ 

فَــغَرَّدَتْ في مَزَاياكَ الأقَاويلُ

إنِّي قَـتيـلٌ عَلى أَعْتَابِكُـمْ وَلَـهًا 

أَنَّى يُضَاهَى بِفَـرْطِ الحُبِّ مَـقْـتولُ

ذِكْرَاكُــمُ شُغْلُ ذِهْـني لـيسَ يُـشْـغِـلُني 

عَــنْـكُـمْ سِــوَاكُمْ وهذا الـشَّوْقُ مَــوْصـولُ

أسْرَى بِيَ الـحُبُّ مَا مِـنْ قَطْـرَةٍ نَزَلَـتْ 

إلا وَأَيْنَعَ في كَـفَّـيَّ إكْلـيلُ

قَـدْ مَــسَّـني مَا تَدَانَـى مِـنْ تَـخَـيُّلِـكُمْ 

قـولـوا إذا مَــسَّـكُـمْ مـا مَـسَّـني قـولوا

كــأنَّـني مُـعْــتِـمٌ والـحُبُّ في جَـسَـدي 

أَضَـاءَني وَكَأَنَّ الـحُـبَّ قِنْديلُ

قَدْ ذُقْتُ مِنْ ثَمَّ قَدْ أَدْرَكْتُ غَـايَـتَهُ 

والـقَـلْبُ فَوْقَ كفوفِ الـشَّوْقِ مَحْمولُ

أَجْمَلْتُ قوْلي بأنَّ الحُبَّ سَافَرَ بي 

فَأَرْجَحَتْني وغَنَّـتْني الـتفـاصـيلُ

الـدينُ كالماءِ كُنْ صَلْدًا سَـتُـمْـسِكُهُ 

وليْسَ تُمْـسِكُ بالماءِ الـغَـرَابـيلُ

يا نَهْـرَ دِجْلَة دَمْـعي سَالَ في حَلَبٍ 

فَبُحْ بـقَـوْلي الذي أَفْـضَـيْتُ يا نيلُ

أَقْـبَلْتُ والـهَـمُّ طَرْقٌ فوْقَ قافيتي 

والحُزْنُ _ يا مُـصْطَفى _ في الروحِ إزْمـيلُ

فَـهَـلْ تُدَاوَى جراحي ؟ جِئْتُ مُـبْـتَهِلًا 

والأمْرُ للهِ في الحَالـيْنِ مَوْكولُ

صَلَّى عليكَ إلهي كل ثانِـيَـةٍ 

وَأَنْشَدَتْ عِـطْرَ ذِكْرَاكَ المواويلُ